بسم الله الرحمن الرَحيم
السلام عليكم
قصيدة لأبي الفتح علي بن محمد البستيَّ وهو شاعر عصره وكاتبه، ولد في (بستُ) قرب (سجستان)، وإليها يُنسب. كان من كتَّاب الدولة السامانيَّة في خراسـان، وارتفعت مكانته عند الأمير (سبكتكين) ولمَّا تولّى ابنه أخرج شاعرنـا إلى ما وراء النهر، فمات غريبًا ببُـخارى سنـة
400هـ - 1010م.
أحســنْ إلـــى النّــاسِ تَسْـتـَعْـبِـد قـلـوبَـهُــمُ
فـطــالـمــا اسـتـعـبـدَ الإنـسـانَ إِحـســانُ
يـا خـادِمَ الِـجـسـمِ، كــم تسـعــى لِخـدمَــتـهِ
أتـطـلــبُ الـرِّبْــحَ مـمَّــا فيـه خســـران؟
أقْبِـلْ عـلــى النَّفْــسِ، واسـتكمِـلْ فضـائـلَهــا
فـأنـتَ بـالنَّـفْــس، لا بِـالـجــسمِ إنســــانُ
وكُــن عـلـى الـدّهرِ مِـعْــوَانًا لـِذي أمَــــلٍ
يــرجــو نَــدَاكَ فــإنَّ الحُــــرَّ مِعْــوانُ
واشْــدُدْ يــديــك بـحبـل الله مُـعـتصِمًــــا
فــإنّــه الــرُّكْــنُ إِن خــانـتْــك أركـانُ
مَـنْ كــان للـخـيـر مـنَّـاعًــا فـليسَ لَـــهُ
عـلــى الحَـقـيـقـةِ إِخـــــوانٌ وأخْـــدانُ
مــن جــادَ بـِالمــالِ مـالَ النّـاسُ قاطِبـــةً
إلـيــهِ والمـــالُ للإنـســـان فَــتَّـــــانُ
مــن ســالَــمَ الـنــاسَ يـسلَمْ من غوائِلِهِـمْ
وعــاش وهُــوَ قَــريــرُ العـيـــنِ جَــذْلانُ
مــن كــان لِلـعـقـل سُــلطـانٌ عَليهِ غَـدَا
ومــا عــلــى نـفـسِــهِ لِلـحرصِ سُـلطانُ
لا تُــودعِ السّــرَّ وشَّــاءً بــــه مَــذِلاً (1)
فما رعَـى غـنـمًـا فـي الـدَّوِّ (2) سِــرحَان (3)
لا تَسـْـتـَشِـرْ غيـرَ نَـدْبٍ (4) حــازمٍ يَقِـظٍ
قــد اســـتـوى فيـه إســـرارٌ وإعــلانُ
دَعِ التــكاسُــلَ فـي الخيــرات تطلبُهـــا
فليــس يَسْــعَدُ بالخيــراتِ كَسْــــــلاَنُ
(1) مَذلاً: المَذِلُ كلّ من ضجر بسرِّه حتى يُذيعه، أو بمضجعه حتى يتحوّل عنه، أو بمَالِه حتَّى يُنفقَه.
(2) الدَّوُّ: الفلاة الواسعة.
(3) سِرحان: الذئب.
(4) نَدب: سريع- خفيف عند الحاج